إن الموارد البشرية في المنظمات الحديثة لا تستطيع أن تحقق أهدافها وتتطور إلا بوجود قيادة إدارية متميزة تجمع كلمتها وتسير أمورها نحو تحقيق الأهداف.
ويرجع الفضل في تحليل فكرة القيادة المتميزة وأهميتها، إلى علماء النفس والاجتماع، الذين اهتموا بفكرتها من خلال تحليلهم للأفراد والعلاقات القائمة بينهم، وتأثر بعضهم ببعض، حيث وجهوا بتحليل هذه العلاقات باستخدام كل الوسائل المتاحة؛ للكشف عن طبيعة قوة التأثير ودور القيادة الإدارية المتميزة كوسيلة مرغوبة، من خلال مساهمتها في الكشف عن السمات اللازمة لمن يتولاها.
والقيادة الإدارية المتميزة كظاهرة اجتماعية في الجماعات المنظمة، وكأداة فعالة لتنظيم وتنسيق جهود العاملين، هي أداة أكثر إلحاحاً وضرورة في التنظيمات الإدارية الحكومية والأهلية على حد سواء، ولذا أصبحت القيادة الإدارية المتميزة من أبرز سمات الإدارة الحديثة.
وتتجلى أهمية القيادة الإدارية المتميزة بوضوح من خلال تتبع مسؤوليات القائد الإداري المتميز، الممثلة في تكوين علاقات إنسانية قائمة على التفاهم المتبادل مع مرؤوسيه ورؤسائه، واحترام المرؤوسين في مناقشة ما يمس شؤونهم، وتقبل اقتراحاتهم القيمة، وإشعار كل فرد منهم بالتقدير المناسب لما يبذله من جهود في نشاط مجموعته، وتحفيز العاملين على العمل بحماس ورضا لتقديم أقصى طاقاتهم في العمل، وإشباع حاجاتهم ومتطلباتهم.
وللقيادة الإدارية المتميزة دور مهم في تحقيق الأهداف التنظيمية رغم تعقدها وتباينها، حيث إن التنظيم الإداري لم يعد يسعى إلى تحقيق هدف واحد، وإنما يضع نصب عينيه تحقيق العديد من الأهداف المعقدة والمتشابهة، ومن هنا تبرز أهمية القيادة المتميزة في تحقيق هذه الأهداف.
والقائد في المجال الإداري المتميز، هو كل من يقوم بعمل يغلب عليه طابع التوجيه والتنسيق والتقويم لأعمال وأنشطة أفراد آخرين يعملون بقيادته من أجل تحقيق أهداف موضوعة، وهو أهم مطور للعملية الإدارية المتميزة، وصانع القرار الإداري المتميز في ضوء الخطط والأهداف المرسومة لخدمة البرامج التنموية التي تحقق أهداف المجتمع وتطلعاته وطموحاته.
ولذا فإن توافر مواصفات وقدرات أساسية لدى هذا القائد الإداري المتميز أمر لازم ومؤشِّر ابتدائي نحو النجاح وتحقيق الأهداف، يدعمه القائد بعد ذلك بتطوير هذه القدرات، وحسن توظيفها.
وهنا تبرز أهمية السلوك القيادي ودوره في تنمية الشعور بالمسؤولية لدى أعضاء التنظيم، والعمل على رفع الروح المعنوية لهم؛ وذلك عن طريق تهيئة الجو الملائم للعمل، وممارسة العلاقات الإنسانية في القيادة، فالنمط القيادي الفعال للقائد الإداري المتميز يعدُّ الضمان الأكيد لنجاح المؤسسة الإدارية المتميزة وتطورها.
الإبداع الإداري للقائد المتميز
يمثل الإبداع الإداري المتميز إحدى الضرورات الأساسية في إدارة الأعمال والمؤسسات، ولقد حاز موضوع التميز الإداري على اهتمام الباحثين في جميع المجالات حتى أمسى الإبداع عنوان العصر للمنظمات المتميزة والمديرين الناجحين، والمطلع على الدراسات والأبحاث في مجال الإبداع الإداري المتميز يجده بالأساس يعنى ويهتم في منظمات الأعمال الحديثة المحلية والإقليمية والدولية، حيث استطاعت هذه المنظمات تحقيق التفوق والتميز والتنافس من خلال الإبداع في جميع مجالاته سواء في الإدارة أو المنتج أو الخدمة، عن طريق الاهتمام بالإبداع الإداري لدى القيادات وانتهاجه، حيث ربما يكون طوق النجاة لهذه المنظمات، المطالبة بمواجهة التحديات والمتغيرات الهائلة في هذا العصر والذي سمته الأساسية التغير السريع والمتطور.
الدكتور/ خــلــيــل الــذيـابــي
تويتر: KhalilAltheyabi@